خربشـــات تحتضـــر
كانت لي البدايه ..
كان نهاري أبيضاً ,,
أطويه ما بين جدراني وأنت ,,
كنت كل بوحي ,,
كل زادي وكلماتي ,,
وكنت .. صدى لكل صوت ,,
وبداية كل حُلم ..
وكان نهاري يطول ,,
لينقضي ما بين ضحكة ,,
دمعـــة ,,
أو قصة نتناولها ونكملها أنا وأنت ,,
//
كم مرة دخلتَ محرابي ,,
ومارستَ طقوسك ,,
وتسلّلت إلى قناديلي المطفأة ..
فأيقظت بها بعضاً من حياةٍ
ِلتخرُج منها مارداً يحملني على كفّـه
وعلى الكـفّ ألاخــر .. ترسمني زمناً ,,
ينتهي وقتما تنتهي طقوسك ..
//
هنا .. على أحد جدراني ..
وجدت بعضاً من رسومك ..
لطفلة ... أعتقد انها أنا !!
خرجت من رحمي ومن بين ضلوعك
حاملة بعض من أزاهير الخُزامى ,,
وياقوتة لتضعها فوق جبينك ..
تـاه بها الدرب ..
وجدَتْْــك قبل الرحيل ِبشبر ..
وكانت خطوتك أسرع ..!!
/
وهنا .. صورة تداعت
لإمرأةٍ ُكنتَ قد سكبت فوقها
قليلاً من نيران غرورك فأحرَقـْتَ
بعضاً من ملامحها ..
وأضفت عليها علامة فارقه ..
كأني أراك تظلـّلها ..
لتفقدها بعضاً من رونقها
كانت قد احتفظت به لك ..
ترسم فوق صدرها
شبحاً ,,
وتُخرج من ضفيرتها طيفاً ..
و ,, من خوفهــا ,,
أسقطت من يدها صورة كانت تحملها ..
أسقطت زهرة اللوز .. وسقطت معها أنت..
وكل أشهرها وفصولها ..
//
وآخرهم هنا على نفس الجدار
صور أخرى وأخرى ,,
أقف صامتة أمام آخرها ..
صورة لعجوزٍ خانها الوقت ..
تحاول جاهدة أن تقفز من الجدار ,,
فقط ,,
لتلحق بك ..
أظنها أنا ,,
تحمل ملامحي المرتزقه ..
الخارجة من جينات الوقت ,, والأرض والمكان
عبثاً تُحاول الوصول ..
تمسك عصاً .. لتخط على ذات الجدار ,,
بعض خربشات تحتضر
خربشات انثى
كانت قـداختزلتها يوماً
لترسمها فوق صدرك فـراشــة
أو .. حكايـه .. لكنهـــا ,
كما قلت : خانها الوقت
,, وخنتها أنت منذ البدايه
أترانــي حقاً انتهيت ؟؟؟
/////
هل انتهيت الآن مع ميلاد فجرك ؟؟
( هكذا ,,
انقضى نهاري بقرار منك ... )
19/2/2009