حكايا من دخان - خارج النص نص آخر http://www.arabna.info/vb/t13367.html

قال لها : سنكبر معا .,
نشيخ معاً .,
ونموت معاً

صدقته .. !!

فمنذ طفولتها إلى اليوم لم تعرف رجلاً غيره ...

قبل دقائق قرأت نعيه ,, تذكرت ملامحه .. فبكته !

.,
,

حالـــه ..



أذوب الف مرة وأعود لأتشكل من جديد..


كقنديل أضاء بوهجه عتم الطريق...


اصبحت أنا شمعة , ذابت


لتبعث النور لك


وأنت ...

؟!

اذبتني .. لتختصر الطريق !!

//

كل يوم كانت تبحث عنه من شباك نافذتها المطلة على افقه ..




ما بال مقعده اليوم خاليا الاّ من حبات المطر .. ونظراتها الشاردة ؟؟



,,,



رحل .. وترك المطر يمسح كل ذكرى توصلها اليه ..



,،

كانت كل حروفه وكل عشقه الذي ابتدأ من الرحم وانتشر مع تراب ارضه وانتهى عند حدودها ...

شائكة أسوارها !!

خرجت خنفساء الأرض وابتدأت تلتهم حروفه الى ان وصلته ..

حملها بين يديه .. وابتدأ يحاورها ..




نسي الحدود وما عاد بحاجة لاقتحامها ..!




,ana،

قالت انها منهكة .. مريضة وارهقها الزمان ..


غابت غيبة طويلة ..

بحثتُ عنها في صفحات الغياب ..

وحين عادت ادفأتها صفحاتي وبرأت من كل معاناتها ..

غدرت بي واشعلت النيران بقلبها واحترقت معه اكثر اوراقي !

إنها هي .. هل ُتراها تتوب؟؟

,,

خرجت وإياه من الأزقة بلا زاد ولا متاع ..!



انتظرته أن ياتيها بكسرة خبز او بقطعة حلوى كالتي شاهدتها بيد ابن الجيران !


خرج ليعود .. لا تدري متى !!؟؟


كل ما عرفته ان ساعة الزمن توقفت .,


وانها أصبحت َمعْلمٌ دارس وللصدقة عنوان !


كل يوم أراها بعيني الثالثة تنتظره !!!

ضاربة الودع ..!



مجنونة ., مثيرة ., عابثة ..



مثل الدمى تحركهم بأصابعها ..


يتبعونها كالمسحورين بها مسلوبي الإرادة !


كلّما ضربت بودعها خربت بيت أحدهم ..



آخرهم كسر يدها ..
وبنى من ودعاتها صومعة له واستقر.!





,,

كتبت للوطن حكاية .. ولابني الذي كان سيولد بعد صيف


رسالة مفادها :

انني وامي وشعبي ووالدي الذي رموه من فوق اسوار عكا


كنّا ُمغفّلين .. مضحوك علينا .. !!


وفي خاتمة الرسالة قلت له : لا تُفرّط ببقايا ثوبي بعد أن ضاع الوطن..


ما عاد شيء يسترني سواه !!

!!







غربـة ما أرادت وجودها أو أختلاقها ,, لكنها فُرضت عليهااا



ُقمعت ,, وصودرت حريتها فاكتشفت أن الحرية بلا سقف ..



حلّقت في كل السموات دون قيد ودون خوف!



وما وجدت لنفسها شبرا في الوطن لتخبز رغيف خبز !!


,,

زحفت باحثة عنه وسط الركام ..

في قلبها ترنيمة ودعاء ..!!

//

لم تصله ولن تصله أبداً ..!!

سمعها أحدهم .. تردد ترنيمة

وشاهدها تنام فوق مقبرة صنعها سادة الظلام !!


,,

قالت له : أحبك .. ورحلت مع صديقه !!

سمع هذه الكلمة منها آلآف آلآف المرات ..!!

كان قد سجلها لها على عشرات الأشرطة ..

ما زال يتذكرها .. ويتذكر خيانتها ..

وما تزوّج بعد..!!

,,

عبر نافذتها المطلة على رثّ أوراقه وعفن رائحة غرفته ..

جالت باحثة عن بقاياه .. !!




" كجرذ هارب من المطر ..

تسلل الى سريرها واختبأ في جرابٍ استبدلته بآخرِ قبل شتاء!"

,,
,

كانت وحيدة .. بحثت عن الحب في كل الفصول


خلقت من فصلها عشرات عشرات الفصول ظناَ منها أن تجده ..

تلونت آلآف المرات وتغيّرت ..

كادت أن تنسى نفسها ..
واخيراَ وجدته .. وعلق قلبها به !

كان مثل فزّاعة مقرفة تتناسب مع ظلّها وعشرون الفِ من فصول ..
اخفتها في قبضتها خلسة عنه !!

,,

,,



جالت الحبيبة في المكان كانها مودّعه له ..

خارج البيت جلست عجوز تناهز التسعين من عمرها ..

استودعتها وصية .. وأمانة ..

( إن مت فأنتِ من سيحممني ويعطرني وتلبسني الكفن )!

ابتسمت الحبيبة لها وقالت: لا أدري من سيلبس الكفن لمن!!
لعلي أموت قبلك !!

وعادت لتتوضأ وتعيد صلاة كانت قد أدتها ..

أمالت برأسها على كتف ابنتها وأسلمت الروح.!

لم يكن بينها وبين الوصية سوى بضع خطوات..!


من بعيد كان صوت العجوز يبكيها بحرقة وألم..
وكانت آخر من كلمها وودعها ..

،,


تكورت فوق راحته وراحت تحدّق في عينيه ..

تدحرج في حلقها سؤال كادت أن تبتلعه .,,

أما زال في قلبك متسعاً لدعاباتي وجنوني !؟

على وجهه ارتسمت ابتسامة وعلامة سؤال ,,.

,،

كان لها كالطود يقف شامخا ليصد عنها ذئاب الليل

مسح من سجلها تاريخها الحافل بالنقاط السوداء ،

كانت تضمر البراءة وتنظر اليه بكل امتنان ،

وفي جوف الليل الذي كان لونه بسواد قلبها ،

بأظافرها كانت تنبش هذا الطود لتفتح سردابا لهم .

من عينيها اغتصب تاريخ حياتها ،،

ونشره على الملأ.،،



كيف ما زالت تتقصى اخباره وتتبعه اينما يكون ؟؟

الحقيقة التي عاشتها واكتشفتها مؤخراً .. انه ما عاد يحبها ..

نظراته ما عادت لها ...

يُغمض عينيه ليهرب منها ..

وحين يصحو من سباته .. يكون قد مضى الوقت !!


يرتدي معطفه ويمضي تحت جُنح الليل ..

مخلّفا وراءه جثّة تبحث عن بقايا أنفاسه

في سريره أو في بقايا أعقاب سجائره.,,


,,

ضحكت من قلبها ذاك النهار ,,



كانت تهذر بسعادة كبيرة ..


لم تكن تدري ان الضحك ممنوع عليها ..


وأن السعادة ثوب ليس على مقاسها .. ولن يكون لها يوماً !!


وأنها كانت تعبث بالوقت الضائع من ساعاتها الأخيرة معه ..





سكنت غيمة تتجه نحو الغرب ..

وعاشت في ضباب كلماته !




,,,

كانت تحلم أن يرزقها الله بطفل أو طفلة تؤنس وحدتها حين يشيخ المغيب ..



آلآف الأحلام تبخرت من ذاكرتها ,,


أنتظرته عشرات السنين ..


وحين جاء ليثبت رجولته لها ..


كانت امرأة من طين ..

جاءت لتنقذه من غيبوبته ..



وما علم أنها في غيبوبة منذ مات قلبها بين يديه ..


عاد هو حيث زمانه الذي افتقده منذ سنين ..


وعادت هي تلملم بقايا خيبة وتخفيها في شقوق بيتها العتيق ..!!




تحت شجرة في طريقها .. نامت ,,

كعابرة أهملتها صفحات التاريخ ...!!

,،


لا يحتمل فكرة أن تحدث سواه ,,!!

صعب عليه ان تًسقط قطرة من امطارها في أرض غيره ..!!

نسي أن سيوله جرفتها وجرفت الكثير قبلها وبعدها ,,

آهـ ٍ من طوفانه الذي لا ينتهي !!

كيف يوشوشها بحبه وقلبه مع ,,ها .. هناك ؟؟

,,

اقتربي .. اقتَربتْ




ابتعدي .. ابتَعَدتْ




لا تدري كيفَ تُرضيه ...



\\



ما بين قلبها وقلبه تقف الآن فزّاعة ,,


وغراب يقف باسماً على رأسها ..



,,,,,


..

يظن أني جرحته أو أسأت له ,, لكنه قلبي وكياني ,, فكيف اجرحه ؟؟



كم قلت له انت شطر من قلبي ..

لم يصدقني
.,




أخذ مني موقفاً ...





ومع أوراق الخريف رحل




!!



,,

نظرت الى ُأفقه البعيد ...


واحترقت في شهاب ساقط !!