حكايا من دخان - خارج النص نص آخر http://www.arabna.info/vb/t13367.html

انتباتها لحظات رومانسية .. أو.. قد تكون لحظات جنون !!

أضاءت شمعة كانت تخبأها باحد أدراجها منذ زمن لا تدري كم طال ..


//

على ضوءها الخافت أخرجت من صندوق مُهمل كل رسائله

قرأتها ... وأودعتها الصندوق وبقايا شمعتها ..





إحترقت كل ذكرياتها كما احترق قلبها !!





,,,،،،

..،،


ظنّته يتقبل مشاكساتها كما هي تتقبل مشاكساته معها ،،

كان سقف المكان يترصد حركاتها وينثرها ملحا فوق جرحه !

\\\\



...

قالتها كلمة ,,,
لم تكن تقصد ابعادها ,,
فقتلتها ...!!

جاءها دافئا كشمس نيسان ,,

أشاع الدفء في خريفها

وعكسه بكل المرايا .,,

حين أحست بالدفء ينعش جسدها ,, اقتربت منه اكثر!!

كتب لافتة كبيرة وعلقها على سريرها :

نعتذر بسبب ارتفاع اسعار الوقود !!

وابتعد !!

على ِمصطبة البيت كانا يجلسان .. جدّي وجاره

كانت حكاياهم كلها عن عشيقتهم جفرا !

وأثناء المسامرة كان جدّي يلفّ سجائر التبغ

وجاره يدخنهم بنهم ,,,!

وأنا كنت ارقبهم واندهش كيف يتصادق اثنان يشتركان في عشيقة واحدة ؟؟؟!!

ِخفت على جدتي .. القيت جسدي في حضنها وأنتظرت معها أن يولد أبي..,,

اتخذت مقعدا قرب النافذة تنتظر عودته مع قطرات المطر المتساقطة ..
كادت تذبل كورودها شوقا لرؤياه .,,
وعندما سمعت وقع أقدامه .,
أخفت مشاعرها وتسللت باحثة عن حرف في كتاب !!




تسمع صوته من مكان ما يناديها !!
يا لبرودها الذي تقابله به!!


,،,،,

كانت تخاطبها عبر شبكة عنكبوتية ..

قرأت تساؤل لابن ينتظر أباه ...

وابنة ما زالت ترسم بيتا في الأفق البعيد منتهاه ..

وأم حائرة ما بين خطوط والوان البيت ,, وما بين الاجابة على السؤال...!!

فما كان منها الاّ أن غرقت بدموعها ومسحت آثار حديثهما ..

ودعتها بصمت .. تسللت خلسة الى ذلك البيت الذي ترسمه الطفلة وأغلقت خلفها الباب!!

استحالة ان تصحو من سباتها العميق ., ومن دوامة الانتظار !!

كم ليلة وقفت تراقص في ذاكرتها الأحباش وهم يغنون للزمن الماطر ؟!!

غفت على حزن .. وخديعة وسراب ..

ستكمل دورتها القمرية قبل ان تستفيق ..!!

وحين يولّي من قاموسها معنى الانتظار ستأوي اليها الروح من جديد ..!!

تركها مودعاً , وفي نيتّه أن لا يعود.. لكنه أخبرها بأنه سيعود!


وقفت خلف النافذة تودعه ومنتظرة لعله يعود,,



مضى زمن طويل وعاد ,, ..


وجدها في مكانها ..



اقترب منها ليقبلّها فسقطت بين يديه..



ماتت منذ ودّعها...!

حملت عباءتها بعيداً لتستتر عن أعين المتطفلين اللآتي تلاحقها..

لم تستطع صدّ أعينهم عنها.. فألقتها لتطفىْء عين الشمس.,

بعد انتظار طويل عاد مثقلا بذكريات..



حاملا في احدى حدقات عينيه وطنا يحتويني.. وفي حدقة العين الاخرى..


^


^


^





أنا ,,!

أذوب الف مرة وأعود لأتشكل من جديد..
كقنديل أضاءبوهجه عتم الطريق...
اصبحت أنا شمعة..

ذابت لتبعث النور لك
وأنت!!
...



اذبتني .. لتختصر الطريق



..

منذ ان شب عودها وعرفت ما هو الحب ... احتفظت له بكل رسائله التي ارسلها لها .,

كل يوم كانت تدس في مخلاتها المعلقة على الجدار ورقة ..

والغريب في الأمر ,,,,,!

ان كلاهما لا يعرف الكتابة ولا القراءة !!

نظر في عينيها بعتب.,, وبادلته نفس النظرات ..


تحسس بيد حانية ذلك الجبل الذي تحمله ولا يحملها ...!


كانا على الاقتراب من المستحيل قاب قوسين او أدنى ..


ارتجفت الأرض حزنا على جبلِ دكّهُ بركان .,,



هوى الإثنان على صوت أنين ودماء ...!!

~
كان ممددا هناك .. تحت شجرة يحيك من اوراقها الحكايات ..

علق طائر السنونو بأحرفه .. بعثرها هنا وهناك ,,

تشابكت الكلمات .,, !

أخرج من جيبه ورقة ..

ترك وصيته عالقة مع حكاياته ., ونام ...!

~

أخبرته انها لا تستطيع ان تنجب خليفة له ..


يحمل اسمه من بعده ., ويشبهه كأنه نسخة منه .. !



أخرج من جيبه آلآف الصور لأبناء لم يولدوا من صلبه ..


بكى كطفل في زحمة السوق فقد أمه ..


وعلى أنين وجعه وبكاءه .. وقفت تخيط للنوارس ثيابا من قصب !

بيني وبينك فنجان قهوة وقبلة مسجونة تصارع الخجلَ
يقبّل القدر لقاءاتنا فيرتعش جسد الشكّ
أحاول أن أنسى عيونك المبللة بأمطار رجل أخر
صائد

تركها مودعاً وقال لن تطول غيبته,,

كالعادة وقفت خلف النافذة مودعة,,..

تذكّر شيئاً ثمّ عاد..

وجدها بين ذراعي غيره.. !!

سقط على الأرض و..مات.

\\\\

\\\\

بالأمس القريب كانوا يملكون كل شيىء ويسخرون منّي ومن مثلي لأننا لا نملك شيء .,



كنت أنظر اليهم بصمت,,



واليوم عادوا حفاة عراة لايملكون من حطام الدنيا شيئاً,,



نظرت اليهم طويلاً.. وبعدها ..



فقأت عيني...




\\


\\

نُقـط .....


في حلكة الليل أضاءت قنديل الزيت ,,


وعلى ضوءه الخافت رسمت خارطة للوطن..



وحين استيقظت في الصباح ,..


كانت الألوان قد امتزجت والخطوط تشابكت ولم يبق من الخارطة الاّ بقايا .. نقط.!

مخاض






جاءت مع الريح تمتطي قوس قزح , زاحفة عبر افق ضبابي تملأه شحنات ألم ومعاناة..

جاءت لتبحث عن موطىء قدم لوليد لم يولد بعد ولم يعرف أباه بعد.؛
حاملة في يد حقيبة وفي الأخرى كوب ماء.


انتزعت من حقيبتها حلما ونثرته في دربها ورشٌت قطرات من الماء فوقه ,

مضت أعوام وبعد مخاض عسير أينع الحلم وبرعم..!!

ولد طفلاَ اسمه الأمان في وطن لم يعرف الأمان بعد.!!

\\\

\\

تلاقت نظراتهما ... وفي صمت شرد كلّ في عالمه.

\
\\\

أمتدت يده لتخاطب يدها , وتبثها الكثير عما يجول في أعماقه..

فجأة تراجعت يداهما ,,,

تبادلا نظرات سريعة وأيقن الإثنان انّهما لا يقدران أن يضعفا ابداَ..!

كانا يعبثان بكرة من ثلج ,,

أيقنا انّ الحب يبدأ صلباَ متماسكا لكنه يذوب مع أوّل حرارة لقاء وينتهي.

\
\\

ُصعقت الجدة حين سمعت حفيدها يقول لها : لقد كبرت ياجدّتي فمتى ستموتين؟

انتبهت الجدة مذعورة .. !

لم تكن تدري انّها تطرق آخر باب من أبواب الحياة وانها لابد راحلة.


\\\